كتاب " انا زلاتان إبراهيموفيتش" حقائق مثيرة عن غوارديولا
الفصل الأول ( بيب غوراديول
- جاء إلي غوراديولا بعد ماوصلت , بـ بذلة رمادية , وبمزاج متعكر .. لم يبدو لي بأنهُ مرتاح .. كان لدي إعتقاد مسبق عنه بأنهُ مدرب جيد , بالتاكيد ليس بجودة كابيلو أو مورينهو .. لكنني كنت أعتقد انهُ على مايرام .. كان هذا الحديث قبل فترة طويلة من بداية الحرب معه .. كان ذلك في خريف 2009 وكنتُ حينها أعيش حلم طفولتي , أنا في النادي الأفضل في العالم , ولقد تم إستقبالي من قبل 70 ألف مشجع في الكامب نو .. كنتُ أمشي على الغيوم .. في الحقيقة لم تكن كل الأمور سهلة لأن بعض الصحف بدأت تكتب الهراء وتقول بأنني " الولد السيء " وما إلى ذلك .. لكن بكل الأحوال
هذا لم يكن مهما ً .. الأهم انني هُنا في البرسا .. مع هيلينا والأولاد كان لدينا بيت جميل في دي يوبريغات وكنتُ أشعر بحالة جيدة .. مالذي يمكن أن يكون سيئا ً في مثل هذه الظروف ؟!
- غوارديولا قال لي : " أنت , نحن هُنا في برشلونة نعيش الواقع ونعمل بتواضع " .
- " بالتأكيد , حسنا ً " .. هذا ماقلتهُ له ..
- ثم قال لي : " كما أننا هُنا لانأتي إلى التدريبات بـ سيارات فيراري أو بورش " .
- إنصدمت قليلا ً , ومن ثم بدأ الغرور يتحرك بداخلي وتحدثت لنفسي " ماهي علاقتك بسيارتي وما أفعلهُ بها ؟ " .. ومن ثم فكرت أيضا ً : " ماذا
يريد ؟ ماهي الرسالة التي يريد أن يوصلها لي ؟ " .. صدقوني لست من ذلك النوع الذي يحب إظهار قوته من خلال القدوم بسيارات فاخرة وما إلى
ذلك , لكنني أحب السيارات .. هذا هو شغفي .. وبكل الأحوال انا فهمت شيئا ً من بعد تلك الكلمات : إبرا , لاتظن أنك النجم الكبير وحدك !
- كانت لدي فكرة مسبقة عن أن برشلونة أشبه بمدرسة , بمعهد .. اللاعبين كان رائعين , ولم تكن هناك اي مشكلة معهم , كما ان ماكسويل كان هُناك ايضا ً .. صديقي في أياكس وانتر ميلان سابقا ً .. لكن بكل صراحه , لم يكن أيا ً من النجوم الكبار يتصرف وكأنهُ نجم كبير : تشافي , أنيستا ومعهم ميسي جميعهم كان يتصرفون وكأنهم في مدرسة أطفال , كان الأمر غريبا ً .. أفضل لاعبي العالم يؤمرون وينحنون فورا ً .. لم أفهم الأمر , كان سخيفاً حقا ً .. في إيطاليا عندما يقول المدرب : إقفز .. النجم يسأل : لماذا يجب ان نقفز ؟
- بدأت بالتفكير : مالذي يحصل ؟ .. لكنني قررت بأن لا أستند على أحكام مسبقة , لهذا بدأت التأقلم .. كنت شخصا ً أكثر من لطيف , لم يكن الأمر جميلا ً .. رايولا وكيل أعمالي وصديقي سألني : " زلاتان , ماذا بك ؟ لم أعرفك حقا ً " .. لم يكن أحد يعرفني , لم أكن سعيدا ً بل على العكس , منذ أن كُنت في مالمو لم تكن لديه هذه الفلسفة , كنت أعمل وفقا ً لطريقتي .. لم أهتم أبدا ً بما يقوله الناس عني .. لم أشعر بأنني من المثاليين أبدا ً لأنني أفضل الشخص الذي يقود سيارته عبر الخطوط الحمراء إذا فهمتم ما أعنيه ..
- رغم ذلك , لم أكن على طبيعتي .. لم أقل ما أريدهُ .. كان الأمر مقرفا ً لدرجة بعيدة .. كنت اقود سيارة الأودي , وأنتظم هُناك كأنني في مدرسة أطفال .. أقوم بوضع سيارتي في المواقف كما يفعل زملائي .. كان الأمر مملا ً حقا ً .. زلاتان إبراهيموفيتش الحقيقي لم يعد موجودا ً , وهذا لم يحدث منذ أن ألتقيت لأول مرة بجموعة من الفتيات بعد ان تركت بورغاسكولان ودعوتهم وانا البس قميص رالف لورين , وكاد ان يصيبهم الجنون لذلك ..
- بدأ الموسم , وبدأت أسجل الأهداف .. فزنا بكأس السوبر الأوروبي .. سطعت وهيمنت .. لكنني كنتُ شخصا ً أخر .. شيء ما حدث , لاشيء جدي لكن , رغم ذلك هناك شيء حدث .. كان الأمر خطيرا ً صدقوني , فأنا يجب ان أغضب لكي ألعب بشكل جيد .. يجب ان أصرخ لكي أعيش .. لكنني بدلا ًمن ذلك كنت أكبت هذا الامر داخلي ..
- ربما ان للصحافة دور في ذلك , لا أعلم .. كنت ثاني أغلى إنتقال في تاريخ كرة القدم , والصحف بدأت تكتب عني كثيرا ً .. كان يقولون بأن أعاني من مشاكل منذ طفولتي وان لدي خطأ في شخصيتي .. وكل هذه التفاهات .. لكن للأسف كان لها وزن حينها , لأنه في برشلونة لايمكنني أن أخالف ما بدأته .. كنت قادر على أظهار من أنا , لكنني لم أفعل , وهذا أغبي شيء قمت به .. في الملعب أستمريت بتقديم الأداء الرائع , لكنني لم أعد حقا ً أستمتع بما أفعل ..
- فكرت حتى في الإعتزال ! بالتأكيد لم أكن أفكر بكسر عقدي لأنني محترف , لكنني فقدت الرغبة تماما ً .. ومن ثم جاءت العطلة الشتوية , وقمت بإستئجار دباب ثلجي .. لأن الحياة ثابته , أردت بعض الحركة .. كنت دائما ً أقود وكأنني غبي .. سبق وأن أحرقت سيارتي البورش وقدت بسرعة 325
وهربت بعيدا ً عن الشرطة .. فعلت الكثير من الأشياء المجنونة التي أود التفكير فيها حقا ً .. لكن حاليا ً انا في وسط الجبال الثلجية مع أقوم بالتزلج في وسط الصقيع وأحظى ببعص المتعة ..
- بعد ذلك كله فجأة دب بعض الأردينالين : قادم من زلاتان القديم أخيرا ً : لماذا يجب علي ان احتمل هذا الوضع ؟ لماذا يجب ان أحتمل تفاهات مدرب أحمق ؟ لدي المال وأستطيع الإعتناء بأسرتي وأن أحظى بالمتعة بدلا ً من فعل ذلك .. كنت قد عشت فترة جميلة بهذه الأفكار , لكنها لم تدم طويلا ً ..
- عندما عدت إلى أسبانيا ضربت عاصفة ثلجية .. كان يبدو بأنها عاصفة قوية .. كانت ذلك بالفعل .. بدأ وأن الأسبانيون لم يروا الثلج طوال حياتهم , نحن في السويد في وسط الجبال نرى الثلج في كل مكان .. رايولا - الرجل المليء بالدهون - صديقي السمين إن لم تعرفوه , تجمد هو وقميصه الصيفي
وركب معي في الأودي .. إنطلقنا إلى الجحيم , لأنه اثناء القيادة فقدنا السيطرة على السيارة وإرتطمنا بجدار خرساني وأتلفت كامل الجزء الأيمن من السيارة .. العديد من زملائي تعرضوا لحوادث أيضا ً , لكن حادثي كان الأسوأ .. فزت بجائزة تخص حوادث السيارات ايضا ً وضحكنا كثيرا ً بسبب الأمر ..
كنت انا زلاتان في بعض الأحيان .. شعرت بأنني شخص لائق في مناسبات عدة ..
- فجأة ظهر ميسي بعد ذلك .. ميسي رائع , لايصدق .. لم أعرفه بشكل خاص , لكنهُ يختلف عني كثيرا ً .. لقد جاء إلى النادي وهو بعمر الـ13 عاماً
ولقد تعود على ثقافة النادي ووضعية الإلتزام وكأنه في المدرسة ومن هذا الهراء .. لعب الفريق كلهُ يتمحور حوله .. وهذا أمر طبيعي في الحقيقة لأنه لاعب رائع حقا ً .. لكن الأن انا جئت إلى برشلونة , وسجلت اهدافا ً أكثر منه ..
- ميسي ذهب إلى غوراديولا وقال : " لا أريد ان ألعب في خط الوسط بعد الأن , أريد ان اكون متقدما ً في الوسط " .. كنت انا في العمق , لكن بيب غير تكتيكة فورا ً من 4-3-3 إلى 4-5-1 .. معي انا في المقدمة وخلفي ميسي .. أصبحت في الظل , لأن ميسي خلفي مباشرة وكل الكرات كانت تصله وتخرج منه ولم أتمكن من اللعب بطريقتي .. على الورق , كنت يجب ان أكون حرا ً , فأنا استطيع صنع الفارق في كافة المستويات .. لكن بكل بساطة غوراديولا قام بالتصحية بي ..
- هذه هي الحقيقة .. غوارديولا حجم مكاني , حسنا ً , أستطيع ان أكون في مكانه , وأقول : أنهُ ميسي , وهو النجم الأكبر , يجب ان استمع له ..
لكن لايمكن أن تسير الأمور بهذه الطريقة , انا ايضا ً سجلت العديد من الأهداف وكنت رائعا ً .. كيف يمكنه ان يبرمج فريقه على لاعب واحد .. ولماذا ايضا ً قام بشرائي إذا كانت هذه هي القضية ؟ .. لايمكن لأحد ان يدفع هذه الأموال لكي يخنقني كلاعب .. غوراديولا كان عليه ان يفكر فينا جميعا ً
وليس بميسي وحده ..
- بكل تأكيد , الأجواء في الإدارة بدأت تتوتر .. كنت أغلى صفقة في تاريخ النادي , لكنني لم أشعر بحال جيد في الخطة الجديدة , كنت مكلفا ً للغاية
على ان تتم التضحية بي .. تيكسيكي المدير الرياضي للنادي جاء إلي وقال : " إذهب وتحدث مع غوراديولا , تبين منه " .. لم أحبذ الفكرة لأنني كلاعب أقبل بمركزي .. لكن حسنا ً , لايهم , سأفعل وأتحدث معه .. أحد اصدقائي قال لي : " زلاتان , يبدو بأن نادي برشلونة قاموا بشراء فيراري , لكنهم يقودونها وكأنها فيات " .. فكرت , وقلت .. حسنا ً سأذهب فهذه حجة جيدة .. غوارديولا قلل من أهميتي كلاعب كبير في فريقه ..
- ذهبت له في التدريبات .. في الملعب .. وكنت متأكدا ً من شيء واحد : لم أكن أفكر في إشعال حرب , كنت اريد النقاش فقط , وبدأ الحوار ..
- قلت له : " لا أريد الشجار , لا أريد حربا ً .. أريد فقط ان أن أناقشك " ..
- قال لي : " جيد , فأنا أود التحدث إلى اللاعبين " ..
- قلت له : " أسمع , أنت لاتستخدم إمكانياتي جيدا ً .. إذا كنت تريد لاعب يسجل الأهداف فقط , لماذا لم تشتري إنزاغي او أي هداف أخر , انا أريد بعض المساحة , أريد ان أكون حرا ً في الهجوم .. لايمكنني ان أتحرك للأمام وللخلف في العمق فقط .. أريد ان أتمركز حرا ً لأن وزني 98 كيلو ولا أملك الإمكانيات البدنية لما تطالب به " ..
- رد وقال : " أعتقد انهُ يمكنك ان تلعب بهذه الطريقة " .
- قلت له : " لا , من الأفضل ان تضعني في دكة البدلاء , سأتفهمك مع كل الإحترام .. لكن أن تضحي بي في الملعب لأجل لاعبين أخرين , هذا لن يتم .. أنت حقا ً قمت بشراء فيراري وتستعملها وكأنها فيات " .
- غوراديولا إنصدم قليلا ً .. ومن ثم قال : " حسنا ً , ربما كانت غلطتي .. سأعمل على إيجاد حل لذلك " .
- كنت سعيدا ً , لأنني أعتقدت حقا ً انهُ سوف يعمل على إصلاح هذه الوضعية .. لكن بدلا ً من ذلك بدأ بتجميدي .. كان بالكاد ينظر لي , وانا شخصيا ً لاتهمني مثل هذه الأمور في الحقيقة .. وبالرغم من إستمراري في نفس المركز , الا انني أستمريت بالتألق مع الفريق .. سجلت العديد من الأهداف مع الفريق - ليست بتميز أهدافي في إيطاليا - لأنني لم أعد إبرا كادبرا كما في السابق .. لكنني رغم ذلك واصلت , وضد ارسنال , سيطرنا عليهم
في البداية وكانت عشرين دقيقة رائعة .. سجلت هدفين , رائعين .. ولم أفكر في غوراديولا , كنت أجري فقط .. لكن بعد ذلك قام بإخراجي , وجاءت
بعد ذلك أهداف أرسنال - هدف وأثنين ومن ثم التعادل .. كانت حماقة ..
- بعد ذلك عانيت من إصابة في الكاحل .. وعادة المدربين يقلقون بشأن إصاباتي .. زلاتان المُصاب عامل قلق لأي نادي .. عادة المدربين كان يقلقون
بشأني وبشأن اللاعبين المصابين عموما ً .. لكن غوراديولا كان متجمدا ً في علاقته معي .. غبت لمدة ثلاثة أسابيع , ولم يسأل ولو لمرة : " كيف حالك
زلاتان ؟ هل أنت مستعد للمشاركة في المباراة المقبلة ؟ " .. لم يكن يقل لي حتى " صباح الخير " .. كان يتجنبني .. كنتُ أدخل الغرفة وهو فورا ً يخرج منها ! مالذي يحدث ؟ لماذا كل هذا ؟ فكرت كثيرا ً .. ماهو الخطأ الذي قمت به ؟ هل انا غريب على المجموعة ؟ كدت ان أجن من التفكير .. لم أكن قادراً حتى على النوم .. فكرت في الأمر لأنني لم أكن بحاجة لحب غوراديولا , لا , كنت سعيدا ً لأنهُ يكرهنني في الحقيقة لأنني أحب الإنتقام .. لكن الأن أنا فقدت التركيز تماما ً ..
- تحدثت إلى اللاعبين .. ولم يفعل اي شخص اي شيء حيال الموضوع .. تحدثت إلى هنري : هو رائع , فهو أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي
وكان لايزال مُبهرا ً .. كان على الدكة , وكانت لديه مشاكل مع غوارديولا : " هنري , بيب لايقوم حتى بتحيتي , ينظر إلى فقط , مالذي حدث ؟ " ثم قال لي هنري : " ليست لدي اي فكرة " .. بدأنا بعد ذلك بالمزح حول هذا الأمر في التدريبات .. كان هنري يقول لي : " زلاتان , هل إستقبلت نظرة اليوم ؟ "
ومن ثم ارد عليه : " لا , اليوم رأيت ظهره " .. كان يرد : " تهانينا , هذه خطوة للامام " .. هذه الأمور ساعدتني قليلا ً نعم .. لكنني بالرغم من ذلك متوترا ً وغير سعيد .. كنت اسأل نفسي في كل يوم , وفي كل ساعة : مالذي حدث ؟ ولم أحصل على أي إجابة .. لا أحد يملك شرحا ً كافيا ً لما حصل ..
- لم أتمكن من مواجهته , كان يتجنبني .. عندما ألتقيه , يلتف ويرحل .. كان يبدو خائفا ً في الحقيقة من النظر في عيني .. نعم , كنت استطيع أن أقوم بحجز موعد للإجتماع به واسألة : لماذا كل هذا , وماهي المشكلة ؟ .. لكن أبدا ً , لم أكن لأفعل هذا طوال حياتي .. فأنا قد منحته مايكفي .. لقد كانت مشكلته .. لم يوضح لي اي شيء .. أعتقد انهُ غير قادر على التعامل مع الشخصيات القوية .. هو يريد فقط ان يحظى بأطفال مدرسته , والأسوأ من ذلك انهُ يهرب من مشاكلة .. لم يكن يجرؤ على النظر في أعينهم .. وهذا ماجعل الأمر أسوأ ..
- بعد مشكلة البراكين في أيسلندا .. لم تكن هناك اي رحلات جوية .. وكان يجب علينا ان نذهب إلى ميلانو لمواجهة الإنتر .. شخصا ما نصح ورأى أن نرحل بالباص .. كانت تبدو فكرة جيدة , لكنها كانت رحلة كارثية .. أستغرقنا 16 ساعة للوصول إلى ميلانو ونحن مُنهكين تماما ً .. كانت مباراتنا الأهم في الموسم لأنها في نصف النهائي .. خاصة انا كنت استعد لصافرات الإستهجان من جماهير الإنتر , فريقي السابق .. لم تكن لتزعجني , بل على العكس أمور كهذه تشجعني .. كنت اعتقد انهُ لايجب القلق وأن غوراديولا قد يتمكن من التضييق على مورينهو ..
- وبالحديث عن مورينهو , فهو نجم رائع وكبير .. سبق وان فاز حينها بالأبطال مع بورتو , وكان مدربي مع الإنتر .. كان رائعا ً .. في أول مرة إلتقاني فيها توجه إلى زوجتي هيلينا وهمس في أذنها : " لديك مهمة واحدة : وفري كل شيء لزلاتان , دعيه ينام , إجعليه سعيدا ً " .. الرجل يقول كل مايريده حقاً وانا أحب هذا .. أنهُ قائد جيش .. لكنهُ ايضا ً يهتم لـ لاعبيه .. كان يسألني في كل الأوقات عندما كنت في الإنتر عن حالتي وشعوري .. أنهُ المُضاد لبيب في الحقيقة .. إذا كان مورينهو يشعل غرف الملابس بحديثه , فغوراديولا كان يرغمك على إغلاق عينيك .. ولقد خمنت من البداية ان غوراديولا يحاول أن يقيس نفسه مع مكانة مورينهو ..
- غوارديولا قبل المباراة قال : " لن نلعب ضد مورينهو , سنلعب ضد إنتر " .. كنا نستمع له ونحن نعرف بأننا لن نلعب كرة القدم مع مدرب الخصم , بعد ذلك بدأ بالحديث والفلسفه في بعض الأمور الغير مُجدية .. كنت بالكاد استمع له .. ولماذا يجب علي ان استمع لهذا الهراء ؟ كانت فلسفة خالصة عن العرق والدم والدموع وهذه الأمور .. لم يسبق وان سمعت مدربا ً يتحدث عن مثل هذه الأمور ..
- في تدريباتنا الأخيرة على السان سيرو , تغيرت الأمور وجاء إلي :
- قال : " زلاتان , تستطيع ان تلعب منذ البداية " ؟
- قلت له : " بالتأكيد , انا جاهز " .
- ثم قال : " لكن هل أنت جاهز حقا ً ؟ " .
- " نعم , انا بحالة جيدة " .
- كرر مرة أخرة : " هل أنت جاهز ؟ " .
- كان فعلا ً وكأنهُ ببغاء يكرر الأمر .. ردد عليه بطريقة مباشرة : " أسمع , كانت فعلا ً رحلة سيئة , لكنني بحالة جيدة , الإصابة شُفيت تماما ً وانا
مستعد لتقديم كل مالدي للفريق " .
- كان يبدو بأن لديه بعض الشكوك , لكنني تركته .. بعد ذلك إتصل مينو رايولا .. رايولا دائما ً يراوغ الصحفيين , في السويد يقولون بأن مينو صورة سيئة عن رايولا .. وأنهُ وأنه .. لكنني سأخبركم ماهو رايولا ؟ أنهُ عبقري .. لقد سألني : " ماذا تفعل يارجل " .. لم يكن أحد منا يفهم مايحصل .. لكن رغم ذلك بدأت أساسيا ً .. وسجلنا الاهداف .. لكن المباراة قُلبت 3-1 .. وكنت قد خرجت من الدقيقة الـ 60 .. لقد كانت حماقة ايضا ً .. كنت غاضبا ً جدا ً .. من تلك الخسارة خصوصا ً .. لكن وضعيتي الحالية ساعدتني .. لأنه في أيام اياكس عندما نخسر , قد أغضب لأيام وأسابيع .. لكن حاليا ً لدي هيلينا والأطفال
وهم يساعدونني على تخطي هذه المشاكل ..
- تخطيت الأمر وركزت على العودة في الكامب نو .. مباراة الأياب كان مسالة حياة أو موت وكنا نجهز لها يوما ً بعد الأخر .. كان هناك ضغطا ً جنونيا ً حقا ً .. كنا بحاجة لفوز كبير للتأهل .. فزنا بهدف دون مقابل , ولم يكن كافيا ً .. بعد اللقاء كان ينظر إلي غوراديولا وكأن الذنب ذنبي لوحدي .. خرجنا من دوري الأبطال .. وبعد ذلك قلت لنفسي : المعركة اصبحت شرسة , والبطاقات تم كشفها جميعا ً .. شعرت بأنهُ غير مرحب بي في النادي .. كنت اشعر بالغثيان عندما اقود سيارتهم الأودي , وعندما أجلس في غرف الملابس واستقبل نظرات غوراديولا الذي كان ينظر إلي على انني غريب .. لم يكن
حكيما ً أبدا ً في تعامله .. كان صخرة وجدار , لاتستقبل منه اي اشارة للحياة .. لم أكن أشعر بأنني زلاتان إطلاقا ً ..
- بعد ذلك واجهنا فياريال , ولقد جعلني ألعب لخمسة دقائق .. وهذا ماجعلني أغضب بشكل جنوني .. ليس لأنني جلست على الدكة , لا , أستطيع تقبل الأمر إذا كان المدرب سيواجهني كرجل ويقول لي : زلاتان , أنت لست جيدا ً بما فيه الكفاية , إجلس على الدكة .. لكن غوراديولا لم يقل اي شيء أبدا ً , ولا حتى اي كلمة .. كنت قد غضبت حقا ً , ليس لأنني اردت القتال فقط , لكن لأنني حاولت كل شيء معه ولم يجدي نفعا ً .. لم أكن أقاتل في أي مكان في برشلونة الا في الملعب , ولم يجدي الأمر ..
- لهذا ذهبت إلى غرف الملابس وان غاضب وبرأسي فكرة مجنونة , كنت اقول بأن خصمي أمامي الأن , وقد أقوم بخدش رأسة الأصلع .. لم يكن هناك الكثير من اللاعبين في غرف الملابس , كان هناك توريه وبعض اللاعبين .. دخلت ورأيت صندق المعدات الصغير وركلته .. تناثر في الغرفة , لكنني لم أكتفي بعد , بدأت بالصراخ بشكل جنوني : " انت شخص جبان لايملك الشجاعة " .. ثم قلت ايضا ً : " انت تخاف من مورينهو , وتعملها في ملابسك أمامه , إذهب إلى الجحيم " ..
- كنت مجنونا ً تماما ً , وغوراديولا بدلا ً من ان يرد بأي كلمة مثل : " أهدأ " لم يتفوه بأي كلمة .. فقط إكتفى بجمع المعدات التي تناثرت ومن ثم خرج من غرف الملابس .. الوضع كان جنونيا ً في الباص .. الجميع كان يسأل : " مالذي حدث ؟ " .. قلت لهم : " لا شيء " .. كنت غاضبا ً لأشرح لهم .. أستمر الوضع على ذلك لأسابيع .. غوراديولا قام بتجميدي ومن دون اي شرح ..
- بعد ذلك سألت نفسي : انا بعمر الـ 28 عاما ً .. سجلت 22 هدفا ً وصنعت 15 هدفا ً فقط في برشلونة .. هل يجب علي تقبل هذا الوضع ؟ قدمت كل شيء وحاربت من أجل التأقلم لكن لاشيء في النهاية .. هل يجب ان استمر بضبط نفسي ؟ مستحيل !
- عندما جاءت مباراة الميريا , وأدركت بأنني سأكون إحتياطيا ً .. تذكرت مقولة : " في برشلونة لانأتي للتدريبات بسيارات الفيراري والبورش " وقلت في نفسي : " لماذا لا أفعل ما أريد , على الأقل سأكسر قوانينا ً تافهه " .. قفزت إلى سيارتي الإنزو , وعبئتها بالوقود .. وقدتها إلى أمام مقر التدريبات
وركنتها هُناك .. حدثت ضجة كبيرة .. الصحف كتبت أن قيمة هذه السيارة هي مجموع رواتب لاعبي الميريا .. لكنني لم أهتم .. الصحافة كانت عامل بسيط في الأمر .. فأنا قررت الإنتقام ..
- كنت استطيع ان أقاتل في هذه الحرب , والجميع يعلم أنهُ بإمكاني ذلك .. صدقوني , سبق وان مثلك دور الشخص القوي كثيرا ً .. لكن بدلا ً من ذلك تحدثت مع رايولا لنضع بعض الترتيبات .. مع رايولا دائما ً مانلعب الألعاب السرية ونفكر بإفكار قذرة .. كنت قد اتصلت بأصدقائي ايضا ً كنت اريد ان تكون لدي عدة أراء لأحكم .. أصدقائي من روزينقارد عرضوا علي القدوم إلى برشلونة لتسوية بعض الأمور بطريقتهم , كانت فكرة جميلة , لكن بالتأكيد لم تكن هي الأفضل ..
- بعد ذلك ذهبت إلى هيلينا وتحدثت معها .. أنها عالم أخر .. هي جميلة جدا ً وتستطيع ان تكون قوية أحيانا ً : " يجب عليك ان تكون على الأقل أبا ً مثاليا ً .. إذا لم يكن لديك فريق يشعرك بالراحة , تعال وشكل معنا فريقا ً خاصا ً " .. هذا ماقالتُ لي .. وكنت سعيدا ً بذلك .. كنت ألعب الكرة كثيرا ً مع أطفالي .. وبالطبع كان هناك العاب الفيديو التي تعتبر مكانا ً اخر اسعد فيه ..
- ألعاب الفيديو كانت اشبه بالمرض بداخلي .. كنت مندمجا ً تماما ً فيها .. لكن بعد سنوات من اللعب فيها عندما كنت في الإنتر , وعندما كنت اتي إلى التدريبات وانا نائم لساعتين او لثلاثة فقط .. وضعت قانونا ً لنفسي : لا لألعاب الفيديو بعد العاشرة مساءا ً .. لم يكن علي ان اضيع وقتي .. كان يجب أن هتم في أمور الجانب الأخر في ذلك الأسبوع .. الجانب الأفضل في حياتي .. كنت أحوال نسيان وضعيتي في النادي , لكن عندما يأتي المساء وأكون مستلقيا ً , تبدأ الأفكار الغاضبة تذكرني بغوراديولا .. وترغمني على التفكير بالثأر والإنتقام .. كان الجانب المظلم .. لكن رغم ذلك لم تكن هناك نقطة للرجوع في الأمر .. كان ذلك هو الوقت المناسب للوقوف وإستعادة شخصيتي القديمة ..
ولهذا يجب ان تتذكروا جيدا ً : " بإمكانك أن تخرج الطفل من الحي الذي نشأ فيه , لكن لايمكنك أن تخرج عقلية ذلك الحي من الرجل " !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق